أصبحت عمليّات تصحيح الرّؤية، والمعروفة باسم "العمليّات الجراحيّة لإزالة النّظّارات"، أكثر شيوعًا اليوم. ماذا يحدث في مثل هذه العمليّات الجراحيّة، ولمن هي مناسبة؟ وما هي المخاطر التّي تنطوي عليها؟

"عمليّة جراحيّة لإزالة النّظّارات" مصطلح مسلٍّ إلى حدٍّ ما، لأنّه لا توجد حاجة حقًّا إلى عمليّة جراحيّة لإزالة النّظّارات من الأنف والتّحديق في العالم الضّبابيّ الّذي أمامنا. ألا يبدو العالم ضبابيًّا؟ هو بالطبع أمر آخر. النّظّارات، الّتي تساعد ضعاف البصر بيننا على القراءة والقيادة والتّعرّف إلى المعارف، ربّما تمّ اختراعها لأوّل مرّة في إيطاليا في العصور الوسطى، بناءً على المبادئ البصريّة وطرق إنتاج العدسات الّتي تمّ تطويرها بالفعل في العصور القديمة. في العقود الأخيرة، تخلّى الكثيرون عنها لصالح عمليّات تصحيح البصر. ما هي الخيارات الجراحيّة المتاحة اليوم؟ وهل هي آمنة ولمن تناسب؟


تدخل الأشعّة الضّوئيّة إلى العين، تمرّ عبر القرنيّة والعدسة وتصل إلى الفتحة المركزيّة في الشّبكيّة. مرور الضّوء داخل العين | TimeLineArtist, Shutterstock

نظرة داخل العين

عمليّات العين الجراحيّة لتصحيح الانكسار، أو بالعامّيّة: جراحات إزالة النّظّارات، هي عمليّات جراحيّة تهدف إلى حلّ مشاكل الرّؤية الّتي تنشأ من خطأ الانكسار (refractive errors) لأشعّة الضّوء أثناء مرورها بين أجزاء العين. "اِنكسار الضّوء" هو مفهوم من عالم البصريّات يصف انتقال شعاع الضّوء من وسط إلى آخر: هواء، صلب أو سائل. على سبيل المثال، عندما تمرّ أشعّة الضّوء عبر الهواء وتصطدم بالزّجاج أو السّائل، فإنّها تنحرف فيتغيّر اتّجاهها، كما رأينا في "تجربة الملعقة". تحدث عمليّة مماثلة عندما تخترق أشعّة الضّوء من البيئة الخارجيّة إلى داخل العين.

تمرّ أشعّة الضّوء القادمة من البيئة الّتي تصل إلى العين عبر مركزين من مراكز الانكسار: القرنيّة والعدسة. ومن أجل الحصول على صورة حادّة وملوّنة، يجب أن تنحرف أشعّة الضّوء الّتي تمرّ عبر مراكز الانكسار بدقّة وتصل كشعاع مركّز من الضّوء إلى المنطقة العميقة في العين الّتي تُسمّى الشّبكيّة، حيث توجد الخلايا الّتي تعمل كمستقبِلات للضّوء (Photoreceptors). تقوم هذه الخلايا بترجمة الضّوء إلى إشارة كهربائيّة تستمرّ في طريقها عبر العصب البصريّ إلى الدّماغ. للحصول على أفضل صورة ممكنة، يجب أن تركّز أشعّة الضّوء على منطقة معيّنة من شبكيّة العين: الثّقب المركزيّ (fovea)، وهي منطقة من شبكيّة العين ذات أهمّيّة حاسمة لحدّة البصر. تحتوي هذه المنطقة على كثافة عالية من بعض مستقبلات الضّوء، وهي مسؤولة عن الجزء الّذي يتمتّع بأعلى حدّة بصريّة في مجالنا البصريّ. هذه هي منطقة العين الّتي نستخدمها عندما نقرأ هذه الكلمات.

عندما تصل أشعّة الضّوء إلى العين من البيئة المحيطة، فإنّ نقطة انكسارها الأولى هي القرنيّة، وهي الجزء الشّفّاف والخارجيّ من العين. تحمي القرنيّة العين من دخول ذرّات الغبار والأشعّة فوق البنفسجيّة، لكن وظيفتها الأساسيّة هي كسر أشعّة الضّوء، وهي في الواقع مسؤولة عن حوالي 70 بالمائة من إجماليّ قوّة انكسار العين. تختلف القرنيّة عن معظم أنسجة الجسم من حيث عدم احتوائها على أوعية دمويّة، وتتغذّى بشكل أساسيّ عن طريق السّائل الزّجاجيّ. وبهذه الطّريقة، يتمّ تجنّب التّداخل مع أشعّة الضّوء الّتي تكون في طريقها إلى داخل العين، ويتمّ الحفاظ على الشّفافيّة اللّازمة لانكسار الضّوء بنجاح.


تعمل عدسات النّظّارات والعدسات اللّاصقة على تصحيح مشاكل الانكسار مثل قصر النّظر وبعد النّظر. إدخال عدسة لاصقة في العين | Africa Studio, Shutterstock

ببساطة، الانكسار بصورة صحيحة

تقدّم عدسات النّظّارات والعدسات اللّاصقة حلًّا لمشاكل الانكسار مثل قصر النّظر، بُعد النّظر وغيرها. عندما يعاني الشّخص من قصر النّظر، ستظهر الأشياء البعيدة ضبابيّة. سبب مشكلة الانكسار هذه هو أنّ أشعّة الضّوء تشكّل نقطة بؤريّة - نقطة التقاء - في وقت مبكّر جدًّا، أي قريبة من منتصف العين، بدلًا من نقطة التّركيز العاديّة - النّقرة المركزيّة، ثمّ ترجع وتتوزّع، وبالتّالي يتمّ الحصول على صورة ضبابيّة. التّصحيح في هذه الحالة هو في الواقع تقليل قوّة انكسار الضّوء للعين، وبالتّالي نقل التّركيز بعيدًا نحو الشّبكيّة، وذلك باستخدام عدسة منتشرة ذات بنية مقعّرة، أيْ ضيّقة في الوسط ومتّسعة نحو الحوافّ.

من ناحية أخرى، عندما يعاني الشّخص من بُعد النّظر، فإنّه يواجه صعوبة في رؤية الأشياء القريبة بوضوح. في هذه الحالة، تكون نقطة التقاء أشعّة الضّوء خارج النّقرة المركزيّة، لذلك سيتعيّن علينا تقريب التّركيز من الشّبكيّة باستخدام عدسة محدّبة، أيْ سميكة في الوسط ورقيقة عند الحوافّ. وفي سنّ متأخّرة، تُسمّى الصّعوبة في الرّؤية القريبة الحادّة باسم "قصور البصر الشّيخوخيّ". وتؤثّر هذه الظّاهرة إلى حدّ ما على جميع السّكّان في العقد الخامس من العمر وما بعده.

ضعف البصر الآخر النّاجم عن مشكلة الانكسار هي اللّابؤريّة (Astigmatism). تحدث اللّابؤريّة بسبب تشوّه في بنية القرنيّة وأحيانًا في بنية العدسة. القرنيّة الطّبيعيّة لها شكل كرويّ، ولكن عندما يتغيّر شكلها إلى شكل البيضة أو تكتسب انحناء غير متماثل، فإنّ أشعّة الضّوء الّتي تمرّ عبرها تنكسر بشكل غير متساوٍ فتتجمّع في عدّة نقاط في العين. والنّتيجة هي عدم وضوح الرّؤية في جميع النّطاقات، و"تلطيخ" الأشياء والرّؤية المزدوجة.

إذا كان الأمر كذلك، فإنّ تصحيح موضع تركيز أشعّة الضّوء هو الحلّ لهذه الأنواع من ضعف البصر، ويتمّ توفير هذا الحلّ بشكل فعّال بواسطة العدسات، مثل النّظّارات، وهو حلّ متوفّر ورخيص (نسبيًّا) ودون آثار جانبيّة ملحوظة. إلّا أنّ النّظّارات أو العدسات اللّاصقة ليست حلًّا دائمًا، أي أنّ العيب يبقى، وعندما يتمّ نزع النّظّارة أو إزالة العدسات من العين لا تعود الرّؤية حادّة مرّة أخرى. لإحداث تغيير دائم في انكسار الضّوء ووقف الاعتماد على المساعدات البصريّة، يجب تغيير بنية العين نفسها. في معظم الحالات، يؤدّي التّغيير في بنية القرنيّة إلى حلّ المشكلة بشكل مرضٍ. كما قلنا، القرنيّة هي المسؤولة عن معظم قوّة انكسار العين، لذا فإنّ إعادة تصميمها بطريقة تجعل أشعّة الضّوء تنكسر بشكل صحيح ستؤدّي إلى تحسين حدّة البصر بشكل دائم. اليوم، يتمّ تحقيق مثل هذا التّغيير في بنية القرنيّة بمساعدة العلاج بإزالة النّظّارات باستخدام الليزر. لدى نسبة صغيرة من المرضى الّذين لا تناسبهم جراحة الليزر، مثل المرضى الّذين يمتلكون قرنيّة رقيقة، هناك احتمال إجراء نوع آخر من الجراحة، حيث يتمّ استبدال عدسة المريض بعدسة صناعيّة ذات قوّة الانكسار اللّازمة.


في قصر النّظر، تشكّل أشعّة الضّوء بؤرة أمام الشّبكيّة، وفي بعد النّظر تتلاقى خلفها. مرور الأشعّة الضّوئيّة داخل العين في حالة قصر النّظر وبعد النّظر | Toxa2x2, Shutterstock

نظرة إلى الماضي

تعتمد جراحات الليزر المتقدّمة المستخدمة اليوم لإزالة النّظّارات على سنوات من التّطوّر التّكنولوجيّ. إنّ فكرة التّدخّل الجراحيّ داخل العين لتحسين الرّؤية ليست جديدة، في الواقع، في وقت مبكّر من عام 1896 نشر لاندير يانس لانس(Jans Lans)، طبيب العيون الهولنديّ، مقالًا نظريًّا حول إمكانيّة تحسين الرّؤية من خلال قطع صغيرة في القرنيّة من شأنها تصحيح مشاكل الانكسار. على مرّ السنين، جرت عدّة محاولات لتنفيذ أفكاره، ولكن فقط في عام 1948 تمّ تحقيق اختراق في هذا المجال. كان خوسيه باراكير (Barraquer)، طبيب عيون إسبانيّ يُلقّب بـ "أبو الجراحة الانكساريّة"، هو المسؤول عن هذا الاختراق، وكان أوّل من طوّر طريقة جراحيّة لتشكيل شكل القرنيّة (keratomileusis). في الطّريقة الّتي طوّرها، والّتي تُسمّى keratophakia، تمّ قطع شريحة من الأنسجة بسرعة وتجميدها من القرنيّة، وإعادة تشكيلها بمخرطة خاصّة، صمّمها باراكر بنفسه على أساس مخرطة صانع السّاعات، وإعادتها إلى عين المريض. وبفضل شكلها الجديد، قامت القرنيّة بكسر الضّوء بالطّريقة المطلوبة وتمّ تصحيح عيب الرّؤية.

حقّقت أبحاث باراكار تقدّمًا مهمًّا، لكنّ التّحليلات باستخدام هذه الطّريقة عانت من مشكلة الدّقّة الّتي لم يتمّ حلّها إلّا مع تطوّر تكنولوجيا إنتاج أشعّة الليزر - أشعّة ضوئيّة مركّزة وقويّة. تمّ تطوير تكنولوجيا الليزر على يد المهندس والفيزيائيّ الأمريكيّ اليهوديّ ثيودور ميمان (Maiman)، وقد عمل أوّل ليزر صنعه عام 1960. وقد اكتسبت تكنولوجيا الليزر العديد من التّطبيقات على مرّ السّنين، وربّما تمّ تحديد إمكاناتها في الجراحة الانكساريّة لأوّل مرّة عام 1980، من قبل طبيب العيون والمهندس ستيفن تروكيل(Trokel). لاحقًا، أجرى تروكيل واحدة من أولى عمليّات الليزر لتصحيح الانكسار، وهي استئصال القرنيّة الانكساريّ الضّوئيّ (photorefractive keratectomy) أو PRK للاختصار. وبعد مرور ما يقرب من عقد من الزّمن، تمّت الموافقة على الجراحة من قبل إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة (FDA)، ولا تزال قيد الاستخدام حتّى اليوم.


في جميع الطرق الجراحيّة يبدأ الإجراء بتطهير العين ومحيطها ووضع قطرات مخدّرة ومضادّات حيويّة في العين الّتي أجريت لها العمليّة . تنقيط قطرة عيون في العين | H_Ko, Shutterstock

السّرّ في القرنيّة

توجد اليوم عدّة طرق لتحليل الانكسار لتصحيح عدم وضوح الرّؤية القريبة والبعيدة. تعتمد معظم الطّرق على العلاج بالليزر الّذي يشكّل شكل القرنيّة، وبالتّالي يتيح رؤية أكثر وضوحًا بدون نظّارات. للتّأكّد ممّا إذا كان المريض مناسبًا لإجراء الجراحة وإيجاد الطّريقة الأكثر أمانًا وفعاليّة بالنّسبة له، يجب إجراء عدّة اختبارات: رسم خريطة لبنية القرنيّة وتقييم سمكها، واختبار حدّة البصر وفحص شامل من قبل طبيب العيون.

في جميع الطّرق الجراحيّة يبدأ الإجراء بتطهير العين ومحيطها ووضع قطرات مخدّرة ومضادّات حيويّة في العين الّتي أجريت لها العمليّة. لإبقاء العينين مفتوحتين والسّماح بالوصول الكامل إلى مقلة العين دون أن ترمش، يستخدم الجرّاح معدّات تُبقي الجفون مرفوعة طوال العمليّة. تتمتّع جراحات الليزر الحديثة بمعدّلات نجاح عالية جدًّا، فقد أظهرت دراسة أنّ 93 بالمائة من المرضى يحقّقون حدّة بصريّة تبلغ 6/6 أو أكثر، وبالتّالي، تتميّز بمعدّلات عالية تزيد عن 95 بالمائة من رضا المرضى، وهي من بين أكثر العمليّات الجراحيّة أمانًا. المضاعفات في هذه العمليّات الجراحية نادرة جدًّا، وتحدث آثار جانبيّة كبيرة في أقلّ من 0.4 بالمائة من الحالات.

من وماذا في العمليّات الجراحيّة؟

إذًا، ما هي الخيارات الجراحيّة؟ أحد أنواع العمليّات الجراحيّة لإزالة النّظّارات يُسمّى PRK. تبدأ هذه الجراحة بإزالة الطّبقة الظّهاريّة، وهي الطّبقة الخارجيّة من الطّبقات الخمس للقرنيّة وتعمل كطبقة واقية خارجيّة تمنع اختراق الأجسام الغريبة وتمتصّ الأكسجين والموادّ المغذّية من سائل الدّموع. على غرار الطّبقة الظّهاريّة في الجلد، فإنّ الطّبقة الظّهاريّة في القرنيّة قادرة على التّجدّد بسرعة بعد الإصابة السّطحيّة، وتشفى في غضون أيّام قليلة بعد الجراحة. يمكن إجراء إزالة الطّبقة الظّهاريّة، الّتي تشبه في سمكها العدسة اللّاصقة، باستخدام الليزر، فرشاة خاصّة، أداة جراحيّة مخصّصة أو محلول كحوليّ يؤدّي إلى إتلاف الرّوابط الّتي تربط الخلايا الظّهاريّة ويسمح لها بإزالتها بسهولة. يوجد أسفل الظّهارة طبقة السّدى، الّتي تُشغل حوالي 90 بالمائة من حجم القرنيّة وهي هدف عمليّة الليزر. يتمّ تصميم سدى القرنيّة بطريقة محوسبة حسب الشّكل المطلوب وفق اختبار الرّؤية للمريض. ينتج الليزر أشعّة فوق بنفسجيّة تعمل على تشكيل القرنيّة بطريقة تؤدّي إلى النّتيجة المرجوّة، وهي الانكسار الطّبيعيّ لأشعّة الضّوء وتحسين حدّة البصر. تستغرق العمليّة الجراحيّة نفسها بضع دقائق، وفي النّهاية يقوم الطّبيب بوضع عدسة واقية على العين. أثناء فترة التّعافي، من المهمّ استخدام العلاج الدّوائيّ: قطرات المضادّات الحيويّة لمنع العدوى، قطرات الستيرويد ضدّ الالتهاب، وقطرات بديلة للدّموع لتغطية العينين. وفي غضون خمسة أيّام من الممكن توقّع تحسّن كبير في الرّؤية وعودة الرّؤية إلى وضعها الطّبيعيّ، وسوف تشفى العيون تمامًا في غضون أسابيع قليلة.


في طريقة الـ LASIK ، يترك الجرّاح جزءًا صغيرًا من الأنسجة متّصلة. كشيء يشبه الطيّة أو السديلة التي تسمح بإغلاقها. رفع طيّ الأنسجة من العين | Jacopin / Science Photo Library

هناك جراحة مشهورة أخرى، تمّ تطويرها بعد PRK، وهي الـ LASIK، أو باسمها الكامل: laser-assisted in situ keratomileusis. في هذه الجراحة، لا تتمّ إزالة الطّبقة الظّهاريّة بالكامل، ولكن يتمّ قطعها جزئيًّا ممّا يترك جزءًا صغيرًا من الأنسجة متّصلة، كصورة الطّيّة أو السّديلة الّتي تسمح بإغلاقها. بعد كشف الطّبقة اللّحميّة يتمّ إجراء عمليّة جراحيّة بالليزر كما هو الحال في جراحة PRK، وفي النّهاية يعود الجرّاح ويضع الطّبقة الظّهاريّة أعلى القرنيّة.

في كلا النّوعين من الجراحة يتمّ الحصول على نتائج جيّدة ومتشابهة من حيث تحسّن حدّة البصر. ولكن بما أنّ العمليّة الجراحيّة مختلفة فيجب اختيار العمليّة حسب خصائص عين المريض. على سبيل المثال، في العيون ذات القرنيّة الرّقيقة أو ذات رقم (ديوبتر) مرتفع، فإنّ الجراحة الأكثر ملاءمة هي PRK، لأنّ الطّبقة الوحيدة الّتي تتمّ إزالتها هي الظّهارة، وهناك ضرر ضئيل للطّبقة الموجودة تحتها. تؤدّي إزالة الظّهارة إلى تعريض الأنسجة اللّحميّة، الّتي تظلّ سليمة، لعمل الليزر. بسبب الإزالة الكاملة لجزء من الطّبقة الظّهاريّة، قد تسبّب الجراحة بهذه الطّريقة الشّعور بعدم الرّاحة لعدّة أيّام بعد الجراحة، ويمرّ بعض الوقت قبل تحقيق تحسّن في حدّة البصر.

تتضمّن جراحة الـ-LASIK ضررًا أقلّ للطّبقة الظّهاريّة، ويكون التّحسّن في حدّة البصر فوريًّا، ويحدث خلال يوم واحد من الجراحة. كما أنّ التّعافي من الجراحة يكون أسرع أيضًا، وبألمٍ أقلّ. من ناحية أخرى، نظرًا للطّريقة الّتي يتمّ بها قطع القرنيّة وإنشاء طيّات الأنسجة، تزيد هذه الجراحة من خطر حدوث مضاعفات بعد إصابة العين بعد الجراحة، وبالتّالي فهي أقلّ ملاءمة للأشخاص المعرّضين لخطر كبير لمثل هذه الإصابة، مثل الرّياضيّين المشاركين في الرّياضات التّنافسيّة.

الآثار الجانبيّة الأخرى للعمليّات الجراحيّة هي جفاف العيون، ورؤية هالة وأكثر من ذلك. لدى المرضى الّذين عيونهم غير مناسبة لجراحة الليزر، على سبيل المثال عندما تكون القرنيّة رقيقة بشكل خاصّ أو عندما يكون الرّقم (الديوبتر) مرتفعًا، بالإمكان اختيار خيار آخر، وهو استبدال عدسة العين بعدسة صناعيّة بالديوبتر المناسبة لتحسين الرّؤية.


الجراحة الأكثر تقدّمًا حتّى الآن والتي تستخدم الليزر في نطاق الأشعّة تحت الحمراء. جراحة عيون بجوار الجهاز الذي يقوم بعمليّة SMILE | المصدر: Demigor911, Wikipedia

جراحة مبتكرة

على مرّ السّنين، أصبحت العمليّات الجراحيّة أكثر دقّة وأمانًا، وفي عام 2016 وافقت إدارة الغذاء والدّواء الأمريكيّة على الجراحة الأكثر تقدّمًا حتّى الآن: small incision lenticule extraction، أو SMILE للاختصار. في هذه العمليّة، على عكس سابقاتها، ليست هناك حاجة لإزالة الطّبقة الظّهاريّة أو إجراء قطع كبير في الأنسجة اللّحميّة. بدلًا من ذلك، يستخدم الجرّاح الليزر الّذي ينقل نبضات في نطاق الأشعّة تحت الحمراء، ويخترق القرنيّة إلى عمق السّدى المطلوب، ويشكّل الأنسجة وفقًا للشّكل المطلوب. وفي نهاية استخدام الليزر، يتمّ تشكيل شريحة منفصلة من السّدى داخل الأنسجة. يقوم الجرّاح الآن بإجراء قطع صغير بالليزر، ويستخرج هذه "الشّريحة" المحاصرة داخل الأنسجة، وبذلك تكتمل العمليّة. على الرّغم من أنّ هذه الجراحة أحدث من العمليّات الأخرى الّتي وصفناها، إلّا أنّ النّتائج حتّى الآن من حيث تحسين الرّؤية ليست أقلّ جودة من سابقاتها، وتعتبر أكثر أمانًا وذات معدّل منخفض من الآثار الجانبيّة، وذلك بفضل التّدخّل الجراحيّ البسيط.

قد تُسهم إزالة النّظّارات بالليزر في تحسين نوعيّة الحياة بفضل التّحرّر من الاعتماد على النّظّارات. ولكن يجب أن نتذكّر أنّه في معظم الحالات سيكون من الضّروريّ إعادة النّظّارة إلى الأنف في سنّ متأخّرة من أجل علاج قصور البصر الشّيخوخيّ، أي سهولة قراءة هذه الأسطر على شاشة الهاتف.

0 تعليقات