فلان "لسانه مربوط" تبدو استعارة لغويّة لأول وهلة، لكنّها فعليًّا حالة مرضيّة تؤثّر على مجالات حياتيّة عديدة. إذًا، كيف يمكن تشخيصها، وهل هناك حاجة لتدخّل طبّيّ؟

فورنا بارمار، سيّدة هنديّة من مومباي، أنجبت في عام 2011 طفلًا يُدعى جاناب، وعندما باشرت بإرضاع طفلها شعرت بآلام شديدة، ومع مرور الوقت، بدأ الدّم يسيل من ثدييها. "كان الأمر مؤلمًا كثيرًا" قالت بارمار "ومع ذلك، كنت أشعر بالذّنب لأنّني لا أُلبّي لطفلي أبسط احتياجاته". اقترح طبيب الأطفال على بارمار بأن تلجأ إلى بدائل لحليب الأمّ، لكنّها رفضت وأصرّت على إرضاع طفلها بالرّغم من الألم.

عندما كبر جاناب، لاحظ والداه صعوبةً في مضغه للطّعام وبلعه له، حيث استمرّت الوجبات لما يقارب السّاعتين، واستنفدت جميع قوى الطّفل المسكين. لكن عندما وصل جاناب إلى سن الثّامنة كانت قد حلّت المعضلة، حيث شُخِّصَ بالأنكيلوجلوسيا- أو بالاسم الشّائع "اللّسان المربوط" وهي ظاهرة شائعة تُصيب سبعة بالمئة من المولودين الجُدد.

 

عندما يلتصق اللّسان بأسفل الفم

جميعنا نملك رباطًا دقيقًا من الأنسجة الّذي يبدو كالوتر تحت ألسنتنا، ويُدعى بلجام اللّسان أو الفرينولوم. يُمكننا أن نراه عند رفع ألسنتنا عندما يصل هذا الرّباط بين منتصف اللّسان وأسفل الفم، وهي بالعادة لا تشكّل عائقًا أمام حركة اللّسان.

في حالات اللّسان المربوط، يكون هذا الرّباط إمّا أقصر أو أثخن من المعتاد، ممّا يعيق حركة اللّسان وفقًا لنقطة الرّبط بينهما. كلّما طال الجزء من اللّسان الّذي يصله الرّباط لأسفل الفم، قلَّت قدرة حركته. شكل الرّبط الخارج عن المألوف يعيق حركة اللّسان خارجًا وإلى الأعلى، حيث لا يصل اللّسان أبعد من مستوى الشّفاه، وتصعب حركته باتّجاهات أخرى.

اللّسان المربوط هو حالة مولودة تتطوّر داخل الرّحم. في بدايات تطوّر الجنين، يكون لسانه موصولًا بأسفل فمه، ومع تقدّم الحمل، تموت الخلايا المسؤولة عن هذا الرّباط، ويبدأ اللّجام بالانفصال إلى أن يبقى منه رباط دقيق من الأنسجة الّتي تصل ما بين اللّسان وأسفل الفم، ممّا يعطي حرّيّة في الحركة لثلثيْ اللّسان الأماميّين. لكن عندما يكون هذا الانفصال جزئيًّا، أو عندما يكون اللّجام ثخينًا، يولد الطفل بلسان محدود الحركة أو "مربوط".

ما زلنا نجهل سبب ولادة بعض الأطفال مع لسان مربوط. مع ذلك، فإنّ أحد التّفسيرات المحتملة هو أن هذه الظّاهرة هي ظاهرة متوارثة، نظرًا لازدياد احتمالات ظهورها بين الأقارب. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ احتمال ظهورها لدى الذّكور أعلى مقارنة  بالإناث. على سبيل المثال، في أحد الأبحاث الّتي أُجريت في كوريا الجنوبيّة على 149 شخصًا من "مربوطي الألسن" - ثلثهم من الإناث- اكتُشفت الصّلة بين الظّاهرة المذكورة وطفرة جينيّة على كروموزوم X. بالإضافة إلى ذلك، طرحت تفسيرات غير وراثية  أيضًا، كالتّعرّض لموادّ سامّة وتناول مكمّلات غذائيّة معيّنة خلال الحمل. بالمجمل، وحتّى يومنا هذا، لا توجد معلومات قاطعة حول أسباب هذه الظّاهرة.


في حالات ربط اللّسان، الغشاء الّذي يصل اللّسان بأسفل الفم يحدّ من حركة اللسان. لسان مع لجام سليم (يسار) ولسان مربوط | مصدر:  Pepermpron, Shutterstock

ظاهرة شائعة ووعي شحيح

ظاهرة اللّسان المربوط معروفة منذ آلاف السّنين، حيث ورد عن أرسطو أنّه قد بتّ بها، وورد ذكرها وذكر طرق علاجها في نصوص الطبّ الإغريقيّ. ورد أيضًا أنّ في القرون الوسطى، كانت القابلات تفكّ لجام اللّسان بأظافرهنّ، بالرّغم من توفّر خدمات الأطباء ذوي المعدّات الجراحيّة.

ربط اللّسان شائع بين البشر، لكن عند انعدام تعريف شروط واضحة لوصف هذه الحالة، نرى بأنّ التّقارير تظهر مدى واسعًا لشيوعها بين الناس، والّتي تتراوح بين 0.3% حتّى 16%. لكن استنادًا على المسح الشّامل الّذي تخلّل 15 بحثًا علميًّا في سنة 2020، وشارك به 24000 طفلًا من مناطق مختلفة في العالم، نجد أنّ نسبة ربط اللّسان عند الأطفال دون السّنة تقارب الـ- 8%، وأنّ ربط اللّسان يصيب الذّكور أكثر من الإناث.

في السّنوات الأخيرة، ساهم الوعي بأهمّيّة الرّضاعة الطّبيعيّة، وزيادة أعداد المرضعات النّاجمة عنه، في رفع معدّلات تشخيص ربط اللّسان. حيث سجّلت بعض الدول زيادة عشرة أضعاف في عدد الحالات المشخَّصة. ذكرت دراسة أجريت في 2018 على 172 حالة، أنّ معظم حالات التّشخيص كانت على يد الأطباء والممرّضين، وجزء صغير منها كان على يد أطباء الأسنان. على الرّغم من ذلك، لا يوجد هناك طريقة متّفق عليها لتشخيص الحالة، أو حتّى اتّفاق على التّعامل معها كمشكلة صحّيّة أو حول طرق علاجها، وبالطّبع فإنّ هناك اختلافات بالتّعامل مع الظّاهرة بين الدّول المختلفة. تنعدم في بعض الدّول التّوعية حول ربط اللّسان، ممّا يؤدّي إلى تفاقم الحالات، وتسبّب الألم للأطفال. بالمقابل، في بعض الدّول هناك خطر التّشخيص الزّائد، الّذي قد يؤدّي إلى عمليّات غير ضروريّة.


لا يستطيع إخراج لسانه . طفل مع لسان مربوط | تصوير: ARZTSAMUI, Shutterstock

الصّعوبات النّابعة من اللّسان المربوط

يتعايش الكثير من الأطفال مع الرّبط في ألسنتهم، دون أن يكون له دورٌ يذكر في الحدّ من قدراتهم. لكن، عند بعض الأطفال الأقلّ حظًّا في هذا المضمار، يؤدّي ربط اللّسان إلى صعوبات في وقت الرّضاعة، لعدم قدرتهم على إخراج اللّسان أبعد من مستوى الشِّفاه، تصعب عليهم الرّضاعة والبلع في نفس الوقت، كما عليهم أن يبذلوا الكثير من الجهود لرضاعة كمّيّات قليلة من الحليب. وبدورها تسبّب آلامًا للأمّ المرضعة، وتجعلها ترضِّع بشكل غير منتظم. تسفر كلّ هذه العوامل والصّعوبات عن أطفال جياع، ممّا يدفع الأمّ إلى زيادة وتيرة الرّضاعة، ممّا يزيد الطّين بلّة. وجب هُنا التّنويه أنّ اللّسان المربوط لا يؤثّر على عمليّة الرّضاعة الصّناعيّة (من قنّينة الحليب، بخلاف الرّضاعة المُباشِرة).

لقد كانت آليّة الرّضاعة محطّ جدل علميّ حتّى عام 2014، حيث أثبتت دراسة أجريت بواسطة نماذج ثلاثيّة الأبعاد أن الرّضاعة تتمّ بواسطة منتصف اللّسان، لا من خلال طرفه. هذه الآليّة تحتّم على اللّسان الحركة أثناء الرّضاعة. يحدّ ربط اللّسان من قدرة الحركة، ويعرقل عمليّة مصّ الحليب النّاجعة، حيث لا يقدر اللّسان على الاستطالة والالتصاق بثدي الأمّ بشكل مُحكَم، ممّا يؤثّر على نجاعة الامتصاص. يؤدّي هذا الأمر إلى ابتلاع الهواء عبر الفراغات النّاتجة عن الالتصاق الجزئيّ، وهذا بدوره يسبّب آلامًا للّطفل، ويحدّ من كّميّة الحليب الّتي يتغذّى عليها. والحلقة التّالية في هذه السّلسلة هي انخفاض وتيرة زيادة الوزن لدى الطّفل، أو تأخّر نموّه في حالات قصوى. مع كلّ هذا، علينا أن نذكر أنّه وفقًا  لدراسة أجريت في 2021، إنّ نصف حالات اللّسان المربوط لا تؤدّي إلى مشاكل مشابهة، أو يُمكن التّغلّب عليها من خلال استشارة خبراء في الرضاعة.

بالإضافة إلى الصّعوبات الكامنة في الرّضاعة، قد يواجه بعض الأطفال صعوبات لفظيّة خلال النّموّ. لنأخذ حالة كايت كانفان (Canavan)، وهي أمّ لطفلين من شمال كارولينا كمثال؛ لاحظت كايت أنّ ابنتها آنا لا تلفظ الكلمات بشكل سليم، كانت آنا تبلغ من العمر سنتين، ولم تمرّ بصعوباتٍ في الرّضاعة. لم يلحظ طبيب العائلة أوّلًا وجود أيّ مشكلة في الأمر، لكن عندما بلغت آنا عمر الأربع سنوات، أحالها طبيب آخر إلى أخصائيّة نطق وسمع. استطاعت الأخصائيّة تشخيص آنا باللّسان المربوط وبالشّفّة المربوطة أيضًا (حيث تكون الشّفّة الأماميّة مربوطة بوتر للّثة الأماميّة). ما زلنا لا نعرف بشكل قاطع تأثير اللّسان المربوط على القدرات اللّفظيّة، وما زال الأمر محطّ جدال علميّ، حيث لا تؤدّي الظّاهرة إلى صعوبات لفظيّة في معظم الحالات. هنالك من يزعم أنّ في بعض الحالات، قد تؤدّي عمليّة فصل اللّسان إلى تحسين القدرات اللّفظيّة، وحلّ المشاكل اللّغويّة لدى الأطفال، لكنّ الأمر ما زال محطّ جدل، لعدم تراكم العديد من الأدلّة على هذه العلاقة، بين فكّ ربط اللّسان والتّحسّن في القدرات اللّفظيّة.

بالإضافة إلى مشاكل اللّغة الممكنة، بسبب اللّسان المربوط يخلّ اتّزان ضغط الهواء في الفمّ، ممّا يؤدّي في بعض الأحيان إلى التّنفس من الفم، الشّخير، التّقليل من جودة النّوم أو حتّى التّوقّف عن التّنفس خلال النّوم. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدّي ربط اللّسان إلى مشاكل في تقويم الأسنان. مع كلّ ما سبق،  وحتّى اليوم، لا تعزو الأبحاث هذه المشاكل لِربط اللّسان.

يواجه هؤلاء الأطفال مشاكل أخرى بأمور أقلّ تعقيدًا, حيث لا يمكنهم إخراج اللّسان كما ذكرنا، أو العزف في آلات النّفخ كالنّاي والبوق، لا يلعقون شفاههم أو البوظة، ويجدون صعوبة في تنظيف أسنانهم بواسطة اللّسان.


هناك مسببات عدة لمشاكل الرضاعة، في حال كان ربط اللسان هو المسبب لها يمكن التغلب عليها عبر إجراء عملية جراحية. لسان مربوط ما قبل العملية (يسارًا) وبعد عملية فك رباط اللسان. المصدر: Designua, Shutterstock

علاج اللّسان المربوط

في الماضي، وعندما كان الوعي بظاهرة اللّسان المربوط في مطلعه، عالج أطباء الأطفال هذه الحالات بعلاج "الانتظار"، ومعاينة الأضرار عند ظهورها، ونبع هذا التّوجّه المحافظ من خطورة العلاج وتكلفته آنذاك، حيث كان ينصّ على عمليّة تحتّم التّخدير التّامّ والمكوث في المستشفى. أمّا اليوم، ومع تطوّر التّقنيّة الطّبّيّة، أصبح العلاج متاحًا وغير مؤلم، ولا يتطلّب التّخدير التّامّ والمكوث في المشفى، حيث يتمّ فصل لجام اللّسان عبر مقصّ مخصّص أو عبر أشعة اللّيزر. قد يؤدّي العلاج الحاليّ إلى حالات ربط اللسان إلى مشاكل صحّيّة، وهو شرط (جرح) صغير في لجام اللّسان، حيث يتمّ فكّ لجام اللّسان، ومنح اللسّان حرّيّة في الحركة إمّا بواسطة مشرط أو بواسطة مقصّ مع المحافظة على التّعقيم، أو بواسطة اللّيزر، ويقوم بهذه العمليّة إمّا طبيب الأطفال أو طبيب الأسنان. يتمّ هذا الإجراء سريعًا وبسهولة وبأوجاع طفيفة لا غير. نظرًا لكون لجام اللّسان دقيقًا، لا تكثر به الأوعية الدّمويّة، يكون النّزيف خلال العمليّة محدودًا. بعد الانتهاء من العمليّة، يخضع الطّفل لرقابة طبّيّة قصيرة، ثمّ يغادر المشفى ويباشر بالرّضاعة. يمرّ العديد من الأطفال في البلاد وفي العالم عامّةً بهذه العمليّة في الأسابيع الأولى بعد الولادة، وأثبتت الأبحاث أنّ هذه العمليّة تخفّف آلام الرّضاعة عند الأمّهات (لفترة قصيرة على الأقلّ)، وعلى ما يبدو، فقد تحسّن أيضًا من وتيرة استهلاك الحليب.

بالرّغم من كون الإجراء بسيطًا كما ذكرنا، يجب أن نأخذه على محمل الجدّ، فهو في نهاية المطاف إجراء جراحيّ مهما كان بسيطًا. لذا فبإمكانه أن يسفر عن أوجاع في الفم واللّسان، وفي حالات نادرة قد يتضاعف هذا الإجراء ليسبّب نزيفًا حادًّا, تلوّثات وتلفًا عصبيًّا (بحالات نادرة جدًّا). رغم كونه إجراءً متعارفًا عليه، ما زالت الأبحاث لم تتعمّق ببحث عمليّة فكّ ربط اللّسان، ومحطّ جدل علميّ.

في الحالات المستعصية، عندما يكون لجام اللّسان قصيرًا وثخينًا مثلًا، يُنصح باستئصاله كلّيًّا بإجراء شديد التدخّل وصعب التّنفيذ. يعتقد بعض الخبراء بأنّ استخدام أشعّة اللّيزر أكثر أمانًا من الجراحة، وقد تؤدي إلى نزيف أقلّ، ومخاطر تلوّث قليلة. بالإضافة إلى ذلك، لا حاجة إلى قطب الجرح في عمليّات اللّيزر، والتّعافي من العمليّة سيكون سريعًا.

نظرًا لكوْن فكّ لجام اللّسان أسهل عند الرّضع، مقارنةً بمراحل النّموّ المتأخّرة للطّفل، يجب أن نأخذ بالحسبان إجراء العمليّة في الحالات الضّروريّة. لكن في غالبيّة الحالات، وخصوصًا في الحالات الطّفيفة، ينصح الأطباء بترك الأمور على ما هي عليه، بدون إجراءات جراحيّة، فعند بعض الرّضع تتلاشى المشكلة مع تحريك اللّسان خلال الأكل، ويبدأ رباط اللّسان في الضّعف والتّفكّك من تلقاء نفسه، متأثّرًا بحركة اللّسان.

عند ظهور مشاكل في الرّضاعة، ينصح بالتّوجّه لأخصائيّة رضاعة،, يجب في البداية التّأكّد من أنّ المشكلة تكمن في ربط اللّسان. ذكرت دراسة أُجريت في الولايات المتّحدة بأنّ من أصل 115 طفلًا حُوّلوا لعمليّة فكّ لجام اللّسان، 63 بالمئة من هؤلاء الأطفال لم يكونوا بحاجة لهذا الإجراء، وصعوبة الرّضاعة عندهم تنبع من أمور أخرى. يتلخّص الإرشاد بخصوص الرّضاعة، بتدليك لجام اللّسان وتحريك اللّسان، ممّا تساهم جميعًا بحل المشكلة، دون الحاجة لعمليّة. أمّا إذا باءت جميع هذه الطّرق بالفشل، وثبت أنّ مشاكل الرّضاعة تنبع من ربط اللّسان، يمكننا حينها أخذ العمليّة بالحسبان.


أبسط طريقة لتشخيص ربط اللسان هي التحقق من وجود صعوبة في تحريك اللسان. طبيبة تعاين لجام اللسان. المصدر: Kittyfly, Shutterstock

اللّسان المربوط عند البالغين

يعاني البالغون أيضًا من اللّسان المربوط. أسهل طريقة للّتأكّد إذا كان لسانك مربوطًا هي فتح الفم واسعًا، ومحاولة إلصاق اللّسان بالأسنان الأماميّة أو محاولة إخراج اللّسان، في حال استصعبت الأمريْن، تهانينا! يبدو أنّ لسانك مربوط. هنالك شحّ في الدّراسات الّتي تختصّ في اللّسان المربوط لدى البالغين، لكنّ الأعراض المتعلّقة بهذه الحالة عند البالغين هي أوجاع وتشنّجات في العنق والأكتاف، أوجاع الرّأس والصّداع النّصفيّ، صعوبات في النّوم، الشّخير، صكّ الأسنان، انخفاض في جودة النّوم، وفي بعض الأحيان انقطاع النّفس النّوميّ أيضًا. في بعض الأحيان، تؤدّي حالات اللّسان المربوط إلى مشاكل في تناول الطعام وابتلاع حبوب الدّواء، أو إلى مشاكل في اللّفظ كالتّلعثم أو الغمغمة. في الأبحاث الّتي أجريت على البالغين والمراهقين من ذوي اللّسان المربوط، الذين عانوا من مشاكل لفظيّة أو مشاكل في تصرّفات بسيطة كلعق الشّفاه، نرى أنّ عمليّة فكّ ربط اللّسان تحسّن من وضعهم بشكل ملحوظ. كما هو الحال عند الأطفال، لا يعاني جميع البالغين مربوطي اللّسان من هذه العوارض، وفي بعض الأحيان، تكون الصّعوبات المذكورة مسبقًا نابعة من أسباب أخرى. لذا كما أسلفنا، يُنصح دائمًا باستشارة طبيب مختصّ عند ظهور هذه العوارض.

وماذا عن جاناب بارمار وآنا كانفان؟ خضعت آنا لعمليّة متوغّلة تحت تخدير تامّ، لأنّ لجام لسانها ثخين وكثير الأنسجة العضليّة. لكن ما بعد هذا الأجراء الّذي استمرّ لربع ساعة فقط، عادت آنا لتأكل وتشرب بشكل طبيعيّ، وذهبت في اليوم التّالي إلى الحضانة أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، شهدت قدراتها اللّفظيّة تحسّنًا ملحوظًا بعد العمليّة بشهر.

أجهشت فارنا بارمار، أم جاناب، بالبكاء عندما وجدت ضالّتها، وشرح لها الطّبيب عن أسباب معاناة طفلها: "لقد تنفّست الصّعداء عندما عرفت بأنّ هناك اسمًا لما واجهناه من صعوبات." قالت فارنا. مع هذا، استغرق الأمر سنتين حتّى استطاعت فارنا إقناع باقي أفراد العائلة بضرورة إجراء العمليّة الجراحيّة، لكن في نهاية المطاف، خضع جاناب للعمليّة، وعاد ليأكل ككلّ طفل آخر.

0 تعليقات