على الرغم من أنّه لا يزال من غير الواضح علميًّا لماذا نتحدّث أثناء نومنا، إلّا أنّ الأبحاث الحديثة بدأت في فكّ شيفرة هذه الظاهرة ومحاولة فهم السبب الكامن وراءها. أيضًا: هل نكشف الأسرار أثناء النوم

إذا قيل لكم مرّة إنّكم تتحدّثون أثناء النوم، يؤسفنا أن نخبركم أنّكم لستم فريدين من نوعكم. يعتبر التحدّث أثناء النوم ظاهرة شائعة إلى حدٍّ ما تتجلّى في عدّة أشكال: بدءًا من الغمغمة الّتي لا معنى لها، الصراخ، الضحك، وانتهاءً بمونولوج طويل ومنطقيّ يجريه الشخص مع نفسه أو مع شخص آخر، حيث لا يتذكّر أيّ شيء على الإطلاق، أو فقط بعض الأشياء في الصباح. وعلى الرغم من أنّه قد يكون هذا محرجًا في بعض الأحيان، إلا أنّها ظاهرة طبيعيّة وعاديّة، وعادة ما تكون غير ضارّة.

حتّى سنوات الخمسينيّات من القرن الماضي، اعتقد الباحثون أنّ النوم هو حالة من السكون، حيث تتوقّف معظم الوظائف الجسديّة والعقليّة عن العمل، وذلك للسماح لأنظمة الجسم بالاستراحة من أنشطة اليوم. لكنّنا نعلم اليوم أنّ النوم هو عمليّة نشطة، معقّدة وتلقائيّة، وتلعب دورًا أساسيًّا في تكوين الذكريات، معالجتها وتنظيم عمليّة الأيض في الجسم وإخراج السموم من الدماغ.

يعتبر التحدّث بصوت عالٍ أثناء النوم (somniloquy) هو اضطراب النوم الأكثر شيوعًا، وبشكل خاصّ لدى الأطفال. كشفت دراسة شملت أكثر من ألفي طفل تتراوح أعمارهم بين 3-10 سنوات أنّ نصفهم يتحدّث أثناء نومه مرّة واحدة على الأقلّ في السنة، وأنّ واحدًا من كلّ عشرة أطفال يتحدّث أثناء نومه عدّة ليالٍ في الأسبوع، والقليل منهم يتحدّثون أثناء نومهم كلّ ليلة تقريبًا.

أمّا لدى البالغين، فتختلف المعطيات، بحيث تفيد الأكاديميّة لطبّ النوم (AASM) أنّ حوالي خمسة بالمائة فقط من البالغين، بغضّ النظر عن العمر، الجنس، الحالة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، يتحدّثون أثناء نومهم من حينٍ لآخر أو كلّ ليلة. ومع ذلك، يبدو أنّ البيانات المتعلّقة بانتشار هذه الظاهرة ليست دقيقة، لأنّه نادرًا ما يدرك الشخص أنّه تحدّت أثناء نومه.


التحدّث بصوت عالٍ أثناء النوم هو أمر شائع بشكل خاصّ عند الأطفال. رسم طفل يتمتم أثناء نومه |  Shutterstock, BNP Design Studio

اضطرابات النوم

على الرغم من أنّ الحديث أثناء النوم شائع بشكل خاصّ، إلّا أنّه مجرّد مثال واحد من اضطرابات النوم، والّتي تُسمّى أيضًا الخطل النوميّ (Parasomnia)، وهي مجموعة متنوّعة من السلوكيّات غير الطبيعيّة المتعلّقة بالنوم. قد تتأثّر جودة حياة المصابين بهذه الاضطرابات، والّتي تتضمّن الأرق (Insomnia)، النوم القهريّ (Narcolepsy) حيث يعاني المصابون بنوبات من النعاس الشديد، انقطاع النفس النوميّ (Sleep apnea)، الكوابيس، الشلل النوميّ أو التبوّل اللاإراديّ. لا تؤثّر الاضطرابات الأخرى عادةً بشكل مباشر في دورة النوم أو جودته، لكنّ بعضها قد يزعج الآخرين- على سبيل المثال، الشخير، صرير الأسنان، تنمّل الساقين، أو حتّى حالات تسبّب الحرج للشخص النائم- مثل التحدّث أو المشي أثناء النوم.

كشفت دراسة جديدة أجريت في النرويج، والّتي شملت مقابلات مع حوالي ألف امرأة ورجل بالغ، أنّ معدل التحدّث أثناء النوم مرتفع بشكل مدهش. أشارت هذه الدراسة إلى أنّ اثنين من كلّ ثلاثة أشخاص بالغين (66%) يعرفون أنّهم تحدّثوا أثناء نومهم مرّة واحدة على الأقلّ خلال حياتهم، وأنّ سُدسًا (17.7%) منهم تحدّثوا أثناء نومهم خلال الأشهر الماضية.

عادةً ما يتحدّث الناس لفترة قصيرة فقط، تدوم لثانية أو ثانيتين. وفي حالات نادرة، قد يستمرّ الكلام حتّى نصف دقيقة، ولكن هناك أيضًا أشخاص قد يتحدّثون عدّة مرّات خلال ليلة واحدة. تتعدّد مواضيع المحادثة، بحيث تكون في بعض الحالات مسيئة وتتضمّن الشتائم والصراخ، بينما في الكثير من الأحيان تتكوّن من غمغمة لا معنى لها أو حتّى ضحك. بالإضافة، قد يكون الحديث في بعض الأحيان مرتفعًا بدرجة كافية لإيقاظ الزوج أو الزوجة، وأحيانًا أيضًا النائمين في الغرف المجاورة.


الحديث أثناء النوم هو مجرّد مثال واحد من اضطرابات النوم. امرأة متعبة | Shutterstock, The Faces

التحدّث أثناء الحلم؟

يميل الكثيرون للافتراض أنّ مصدر الحديث أثناء النوم هو الحلم. ومن الناحية العمليّة، هذا الافتراض ليس واضحًا على الإطلاق، ومن الصعب تحديد ما إذا كان الحديث أثناء النوم مرتبطًا بالأحلام، أو ما إذا كان يتأثّر بعمق النوم. الأمر الواضح فعلًا هو أنّ التحدّث أثناء النوم يمكن أن يحدث في جميع مراحل النوم.

عادة يتمّ تقسيم دورة النوم إلى أربع مراحل تختلف عن بعضها في أنماط نشاط الدماغ وعمق النوم. تشكّل هذه المراحل دورة مدّتها حوالي ساعة ونصف، وتتكرّر الدورة عدّة مرّات أثناء الليل. تعتبر المرحلة الأولى هي مرحلة النوم الأخفّ، والّتي نمرّ بها عندما نكون بين اليقظة والنوم، ويكون النشاط الكهربائيّ للدماغ سريعًا نسبيًّا. بينما تتباطأ موجات الدماغ في المرحلة الثانية. عادةً، يكون التحدّث أثناء النوم في هاتين المرحلتين منطقيًّا.

تتميّز المرحلة الثالثة من دورة النوم بنشاط أبطأ لموجات الدماغ مقارنةً بالمرحلتين السابقتين، بحيث يغرق الجسم في نوم عميق. أمّا المرحلة الرابعة والأخيرة فتُسمّى نوم حركة العين السريعة (Rapid Eye Movement اختصارًا لِ REM) والّتي تعود تسميتها إلى الدوران السريع للعيون في هذه المرحلة. تعتبر مرحلة الـ REM هي المرحلة الرئيسة الّتي نحلم بها، والّتي خلالها يرتفع نشاط الدماغ إلى مستواه عند اليقظة. لذلك، إذا استيقظ الشخص أثناء مرحلة الـ REM هناك احتمال كبير أن يتذكّر مضمون  الحلم بوضوح تامّ. بالإضافة، خلال هاتَين المرحلتَين، يكون الحديث أثناء النوم مشوّشًا، وتتضمّن أصواتًا أو آهاتٍ لا معنى لها.


عادة يتمّ تقسيم دورة النوم إلى أربع مراحل تختلف عن بعضها في أنماط نشاط الدماغ. تسجيلات تخطيط كهربيّة الدماغ (EEG) لمراحل النوم المختلفة | Cordelia Molloy / Science Photo Library

خلال مرحلة الـ REM يكون الدماغ نشطًا للغاية، بينما تتوقّف معظم عضلات الجسم الإراديّة عن العمل- باستثناء عضلات العين. وبفضل هذا، نتمكّن من البقاء مستلقين أثناء النوم، دون القيام بالحركات الّتي حلمنا أنّنا نقوم بها. بما أنّ الحديث أثناء النوم يتطلّب نشاطًا معقدًا للعضلات، فمن المحتمل أنّنا في هذه المرحلة نتحدّث فعليًّا بشكل أقلّ. مع ذلك، يفقد الدماغ في بعض الأحيان القدرة على تنظيم حركة العضلات للحظات، ما يؤدّي إلى الحركة والتحدّث أثناء الحلم. كشفت التجارب الّتي راقبت نوم الأشخاص الّذين يتحدّثون أثناء نومهم بشكل مزمن، أنّ ما يقارب من ربعهم يتحدّثون في مرحلة الـ REM، بحيث أنّه على الأقلّ في هذه المجموعة لم يكن هناك فرق كبير بين وتيرة الكلام في هذه المرحلة من النوم  مقارنة بالمراحل الثلاث الأخرى.

على الرغم من أنّ الأحلام ترتبط بشكل خاصّ بمرحلة الـ REM، إلّا أنّنا نحلم أيضًا في جميع مراحل النوم الأخرى، لكن أقلّ. مع ذلك، فإنّ العلاقة بين الأحلام والتحدّث خلال النوم ليست واضحة على الإطلاق. كشفت إحدى الدراسات أنّ الكلام يعكس مضمون الحلم وربّما الحالة النفسيّة أثناء الحلم. وفي دراسة أخرى، تمّ تسجيل المشاركين أثناء نومهم لمدّة سبع ليالٍ متتالية وطُلب منهم توثيق أحلامهم. تبيّن أنّ الأشخاص الّذين تحدّثوا أثناء نومهم عانوا من انقطاعات متكرّرة في نومهم، وأفادوا أنّ جودة نومهم أسوأ بكثير مما يقدّره الآخرون. من ناحية أخرى، أظهرت دراسة أخرى وجود علاقة بين الحديث أثناء النوم وعمليّات تكوين اللغة والذاكرة، بحيث من الممكن أن تعزّز هذه الظاهرة ما تمّ تعلّمه خلال النهار.


إنّ العلاقة بين الأحلام والحديث خلال النوم غير واضحة بتاتًا. رسم رجل يحلم في معمل نوم | Sam Falconer, Debut Art / Science Photo Library

كلام (تقريبًا) طبيعيّ

تتشابه خصائص الحديث أثناء النوم مع الحديث العادي. عندما يكون فهم الكلام أثناء النوم سهلًا وليس غمغمة، يستخدم المتحدّث عادةً جملًا ذات بنية نحويّة مناسبة، ويبدو محتواها الدلاليّ، أي معنى الكلمات والعبارات، طبيعيًّا أيضًا. غالبًا، يبدو أنّ الشخص يتحدّث مع نفسه، لكن هناك حالات تمّ توثيقها بحيث تجري المحادثة مع شخص آخر أو أكثر، فحتّى توجد فترات صمت كما لو أنّهم ينتظرون استجابة من الشخص الّذي يتحدّثون إليه بالخيال. هناك أيضًا أشخاص يجيبون عن أسئلة طرحها عليهم شخص آخر، كأنّهم يتحدّثون إلى شخص وهميّ. 

إذا كان الأمر كذلك، فيبدو أنّ دماغنا يستمرّ في العمل حتّى عندما ننام، في عمليّة تلقائيّة إلى حدّ كبير، تجمع بين حالات الوعي، بحيث تعمل الشبكات العصبيّة المسؤولة عن النوم والاستيقاظ في الدماغ جنبًا إلى جنب. في الواقع، تُظهرتسجيلات تخطيط كهربيّة الدماغ (EEG)، والّتي تقيس النشاط الكهربائيّ في الدماغ باستخدام أجهزة استشعار متّصلة بفروة الرأس، أنّه عندما نتحدّث أثناء نومنا، فإنّ النشاط في مناطق الكلام في الدماغ يشبه النشاط الّذي نشاهده عندما نكون مستيقظين. 


عندما نتحدّث أثناء نومنا، فإنّ النشاط في مناطق الكلام في الدماغ يشبه النشاط الّذي نشاهده عندما نكون مستيقظين | Science Photo Library

أسرار مكشوفة

على مرّ السنين، لم يتمّ إجراء سوى عدد قليل جدًّا من الدراسات حول الحديث أثناء النوم، ربّما لأنّها لا تعتبر ظاهرة ضارّة، باستثناء بعض التأثيرات السلبيّة على جودة النوم، النعاس أثناء النهار، وإزعاج الآخرين. ومع ذلك، هناك قلق واحد مشترك للعديد من الأشخاص، وهو ماذا لو اكتشفوا بالصدفة أكثر أسرارهم الخفيّة؟

علميًّا، لا يبدو أنّ هناك سببًا حقيقيًّا للقلق. على الرغم من أنّ الأشخاص يتحدّثون في نومهم عن أحداث يومهم السابق، ولكن عادةً ما يُسمع هو عبارة عن كلام غير مفهوم. حتّى عندما يمكن فهم الكلمات، والحديث يبدو طبيعيًّا بالفعل، فإنّهم يميلون إلى الانحراف من موضوع إلى آخر، وغالبًا ما يدخل النائمون في عوالم الخيال ويقولون أشياء ليس لها علاقة بالواقع. لذلك، من الصعب الوثوق بما يقوله الناس أثناء نومهم.

مع ذلك، ما الّذي يتحدّث عنه الناس؟ أُجريت دراسة جديدة في فرنسا، والّتي بحثت في أنماط الكلام للأشخاص الّذين يتحدّثون أثناء نومهم. شارك في الدراسة 232 رجلًا وامرأة، تمّ تشخيص 129 منهم بأنّهم يميلون للتحدّث أثناء نومهم، و 87 منهم على أنّهم يمشون أثناء النوم، أو يعانون من الكوابيس، وشخص واحد عانى من مشاكل في التنفّس أثناء النوم. أما البقيّة لم يتمّ تشخيصهم بأيّ اضطراب نوم. تمّ تسجيل المشاركين أثناء نومهم لعدّة ليالٍ، وبعد ذلك، قام الباحثون بتحليل الأحاديث. من بين 883 عبارة، 60% منها كانت عبارات غير مفهومة، والّتي تتضمّن الغمغمات (32%)، الصيحات (26%)، وبنسبة قريبة الهمسات (24%)، وكذلك الضحك (15%) أو الأنين (10%)، أو حركة شفاه بدون صوت واضح (8%). وفي حالات قليلة سُمعت زمزمة أو بكاء.

كانت النتائج الأكثر إثارة للاهتمام تتعلّق بالـ 40% المتبقية، والّتي تحتوي على عبارات أكثر وضوحًا. كانت الجمل تتألّف من 9 كلمات بالمعدّل، وتمّ فهم 3349 كلمة في المجموع. كان تقريبًا نصفها كلمات تعجّب مثل "آه" أو "أو لا لا" (ففي نهاية المطاف، هذه اللغة فرنسيّة). من بين الكلمات ذات المعنى، كانت الكلمة الأكثر شيوعًا هي "لا". استعمل معظمهم صيغة الغائب، والضمائر الشخصيّة "أنتَ"، "أنتِ"، "نحن"، و"أنا". كما كان استخدامهم كثيرًا للكلمات المستعملة عادةً للتواصل بين الأشخاص، مثل "حسنًا"، "مرحبًا"، "من فضلك"، "انتبه"، أو "لكن". 

كما ميّز الباحثون نبرة الكلام وطبيعته. في المجمل، كانت 24% من التصريحات الواضحة ذات طبيعة سلبيّة ومبتذلة، وحتّى وقحة، وكان بعضها مهينًا، أو ببساطة لعنات تُستخدم أيضًا كألفاظ نابية- على سبيل المثال "ميرد"- تبًّا، بينما كان تواتر الإطراءات أقلّ بكثير. كذلك، كان الرجال يتحدّثون في نومهم أكثر من النساء.

من حين لآخر، أظهر البحث أنّ هناك مشاركين يتحدّثون أثناء نومهم بلغة مختلفة عن لغة الأمّ، كذلك كان مشارك آخر يعاني من التأتأة والّذي كان يتأتىء أيضًا أثناء نومه، وتمّ تسجيل مشارك آخر وهو يغنّي أثناء النوم. يعتقد الباحثون أنّه أثناء النوم يستمرّ الدماغ في العمل وإعادة التعبير عن الأفكار حول الخلافات، وربّما يسمح أيضًا بممارسة محادثات مشحونة مع الآخرين.


يستمرّ دماغنا في العمل حتّى عندما ننام. رسم لدماغ قديم | Shutterstock, Oleg Erin

وقف الثرثرة

على الرغم من التقدّم الكبير في السنوات الأخيرة في أبحاث الدماغ والنوم، إلا أنّنا لا نعرف سوى القليل جدًّا عن الآليّات الّتي تتيح التحدّث أثناء النوم. تشير بعض الدراسات إلى وجود عامل وراثيّ لهذه الظاهرة. فبحسب هذه الدراسات، تنتشر هذه الاضطرابات في عائلات معيّنة، وإنّ الأشخاص الّذين يعانون من اضطراب نوم معيّن غالبًا ما يعانون من اضطراب نوم آخر- أي عدّة اضطرابات في النوم بنفس الوقت. كذلك، أظهرت دراسة أُجريت على توائم يبلغون من العمر ثماني سنوات أنّ العديد منهم يعانون من نفس اضطرابات النوم، ما يعزّز الفرضيّة بأنّ هذه الاضطرابات لها مكوّن وراثيّ. مع ذلك، لا تزال الجوانب الوراثيّة والبيئيّة لاضطرابات النوم والروابط بينها قيد الدراسة حتّى اليوم، وذلك نظرًا لأهميّتها الكبيرة.

علاوة على ذلك، تشير الدراسات الاستقصائيّة إلى أربعة عوامل رئيسة قد تشجّع على التحدّث أثناء النوم. السبب الرئيس هو الضغط النفسيّ الكبير والتوتّر والقلق. ويتبعه بالترتيب التنازليّ من حيث الأهميّة، زيادة استهلاك الكحول والآثار الجانبيّة للأدوية واضطرابات النوم الأخرى.

على الرغم من أنّ الحديث أثناء النوم لا ينتج أبدًا عن مشكلة طبيّة ولا يحتاج إلى علاج، إلّا أنّ هناك حالات نادرة يمكن أن يشير ظهورها إلى مشكلة عصبيّة أو حالة صحّيّة تتطلّب الاهتمام. اضطرابات النوم الشديدة والكوابيس الّتي تؤدّي إلى سلوك عنيف قد تشير إلى مشاكل نفسيّة تتطلّب العلاج. على سبيل المثال، الأشخاص الّذين يعانون من متلازمات الإجهاد التالي للصدمة (Posttraumatic stress disorder أو باختصار PTSD) أو حالات نفسيّة مماثلة، مثل الجنود، يميلون إلى التحدّث أثناء نومهم مرّتين أكثر من الأشخاص الآخرين.

كشفت دراسة عن العواقب النفسيّة لعمل رجال الإطفاء، والّذين يصاحب عملهم الكثير من الضغوط النفسيّة، الخطر وعدم اليقين، أنّهم يعانون من اضطرابات نوم متعدّدة، مثل الأرق، نوبات الذعر الليليّة، والتحدّث أثناء نومهم.

وجدت دراسة أخرى أنّ الحديث أثناء النوم أكثر شيوعًا بسبع مرّات لدى مرضى الباركنسون. يتجلّى هذا في كثير من الأحيان وكأنّه مشهد حقيقيّ لمضمون أحلام غير سارّة، بما في ذلك إصدار أصوات وتحريك الأطراف أثناء النوم، وأحيانًا بعنف. في مثل هذه الحالات، أو إذا أصبح الحديث أثناء النوم متكرّرًا جدًّا، يوصَى بمراجعة طبيب الأسرة وعيادة النوم.

بما أنّ أسباب الكلام أثناء النوم غير واضحة، فإنّنا لا نعرف أيضًا كيفيّة السيطرة عليه. ومع ذلك، يمكن الحدّ منه من خلال ممارسة عادات نوم صحّيّة والّتي تتضمّن الحفاظ على مواعيد نوم منتظمة وتجنّب أخذ قيلولة في وقت متأخّر من اليوم. كذلك، ينصح أيضًا بتجنّب تناول الكافيين أو المنشّطات الأخرى في المساء والتقليل من استهلاك الكحول، والأهمّ من ذلك أنّه من المفيد دائمًا البحث عن طرق لتقليل مستوى التوتّر والضغط النفسيّ في الحياة. في حال كان شريكك الذي ينام بجانبك كثيرًا ما يتكلّم أثناء نومه، حاول استخدام سدّادات الأذن، وإذا لم يكن هناك شيء يساعد، فخُذ بعين الاعتبار الانتقال للنوم في غرفة منفصلة. طاب مساؤك.

 

0 تعليقات