يستمرّ الفيروس في الانتشار بين غير المطعّمين- في إسرائيل أيضًا. تواجه إفريقيا الخُنّاق (الدفتيريا) وحمّى ماربورغ، ولا يزال فيروس كورونا معنا أيضًا
عاد مرض شلل الأطفال (البوليو) إلى الانتشار في إسرائيل في الأشهر الأخيرة. أُصيبت في تفشّي المرض العام الماضي في القدس، فتاة غير مطعّمة بلقاح البوليو سلالة 3 من مصدر مركّب انتقل بين أطفال لم يتمّ تطعيمهم بلقاح البوليو الحيّ المُضعّف (قطرات) حتّى عاد أكثر فتكًا هذه المرّة. انتهى ذلك الانتشار بعد حملة تطعيمات. ومع ذلك، وصلت إلى إسرائيل في صيف عام 2022، سلالة 2 من فيروس بوليو أيضًا من خارج البلاد، من مصدر مركّب وعاد أكثر فتكًا، وبدأ تفشٍّ محليّ لهذه السلالة، بالتوازي مع تفشٍّ مماثل في لندن ونيويورك، حيث تمّ العثور هناك أيضًا على مريض غير مطعّم.
لا يشمل اللقاح المضعّف الّذي يُعطَى اليوم في إسرائيل السلالة 2، وبالتالي فإنَّ لقاح الفيروس المُمات، الّذي يُعطَى عن طريق الحقن، هو الحماية الوحيدة ضدّ الفيروس المنتشر. مع ذلك، لم يتلقَّ العديد من الأطفال في البلاد التطعيم بالفيروس المُمات، ويقدّر عددهم بنحو 150 ألفًا. أعلنت وزارة الصحّة هذا الأسبوع عن إصابة فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات من منطقة صفد بفيروس شلل الأطفال. في صفد نفسها هناك ألف طفل لم يتمّ تطعيمهم إطلاقا وهم في خطر. لم ينقضِ الأسبوع حتّى أعلنت وزارة الصحّة عن إصابة ثلاثة ممّن خالطوا الطفلة المصابة بالفيروس، في هذه المرحلة، دون ظهور أعراض.
يتلقّى جميع الأطفال لقاح شلل الأطفال المُمات ويعتبر جزءًا من حقنة خماسيّة تُعطَى أربع مرّات حتّى جيل سنة واحدة. تشمل الحقنة لقاحات ضدّ أمراض الكزاز (التيتانوس) والخُنّاق (الدفتيريا)، السعال الديكيّ، شلل الأطفال (البوليو) والمستدمية النزليّة (HIB). وبسبب تفشّي المرض، أوصت وزارة الصحّة العيادات مراكز رعاية الأطفال بتقديم إعطاء الجرعة الأولى من جيل شهرَين إلى جيل ستّة أسابيع.
بدأ تفشّي شلل الأطفال الحالي كما يبدو في إسرائيل، لندن ونيويورك. في الوقت الراهن، وصلت الفيروسات أيضًا إلى كندا، وبدأ مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، CDC، في التحقّق ما إذا كان الفيروس قد انتشر في مدن أخرى في الولايات المتّحدة. في لندن، يتمّ حثّ الآباء على التأكّد من تطعيم أطفالهم جيّدًا.
في الوقت نفسه، لا تزال هناك حالات إصابة بشلل الأطفال الأصليّ في البلدين الموبوءَين المتبقيَين في العالم: باكستان وأفغانستان. في عام 2022، كان عدد الأطفال المصابين بهذا المرض في باكستان مرتفعًا للغاية. على الرغم من حملات التطعيم المكثّفة، لا يزال عشرات الآلاف من الآباء يرفضون تطعيم أطفالهم تاركينهم معرّضين للفيروس.
الخُنّاق في نيجيريا
لا يزال تفشّي الخُنّاق في نيجيريا يتفاقم. في التقرير السابق، الّذي تطرّق إلى منتصف شهر كانون الثاني، تمّ تشخيص 123 حالة إصابة مؤكّدة بالخُنّاق، ويبدو من التقرير المنشور في الأيّام القليلة الماضية أنّه أصبح هناك 313 حالة مؤكّدة، في مناطق مختلفة من نيجيريا، توُفي منها 89 شخصًا، وذلك حتّى منتصف شهر شباط فقط. تتراوح أعمار معظم المرضى بين عامين و 14 عامًا.
تمّ تطعيم حوالي 43 في المائة من الحالات المؤكّدة. مع أخذ فعاليّة لقاح الخُنّاق بالحسبان، حوالي 97 في المائة من الحالات عند تطعيمه في الشروط المثلى، يمكن التكهّن فقط بمدى انتشار المرض. لن تظهر لدى غالبيّة المطعّمين الّذين سيتعرّضون للبكتيريا أعراض المرض بفضل اللقاح.
أصدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) مؤخّرًا تحذيرًا من السفر لنيجيريا، وحثّ المسافرين على التأكّد من تطعيمهم الكامل ضدّ المرض وإعطائهم جرعة معزّزة، إذا لزم الأمر، حيث يجب تجديد اللقاح كلّ عشر سنوات. حتّى كتابة هذه السطور، لم تُصدر وزارة الصحّة الإسرائيليّة مثل هذا الإعلان بعد.
توُفي 89 شخصًا على الأقلّ في تفشّي مرض ذي لقاح فعّال ضدّه. بكتيريا الخنّاق | الصورة: KATERYNA KON / SCIENCE PHOTO LIBRARY
ماربورغ والكورونا
ارتفع عدد الوفيات في غينيا الاستوائيّة في تفشّي فيروس ماربورغ إلى 11 حالة وفاة، بعد وفاة مريضَين آخرَين بنفس المرض. يُعتبر فيروس ماربورغ أحد أقارب فيروس إيبولا الأكثر شهرة، ويؤدّي مثله أيضًا إلى حمّى نزفيّة. تشهد البلاد لأوّل مرّة في تاريخها تفشّي هذا الفيروس، وأدخلت جميع الّذين اختلطوا مع المرضى الأصليّين إلى الحجر، أملًا في منع انتشار المرض الفتّاك. حتّى اليوم لا يوجد علاج للمرض أو لقاح معتمد، اللقاحات الموجودة تجريبيّة فقط. من المتوقّع أن تؤدّي الإجراءات السريعة الّتي تتّخذها حكومة غينيا الاستوائيّة إلى إنهاء تفشّي المرض قبل تطعيم أيّ شخص.
أمّا بخصوص جائحة كورونا، فقد بلغ عدد الوفيات في إسرائيل 12303 حالة بحسب آخر تحديث لوزارة الصحّة- بزيادة 56 حالة وفاة في الأسبوعَين الماضيَين. انعكست وتيرة الانخفاض في عدد المرضى الّذين يعانون من حالات خطيرة، وأصبح عددهم اليوم ما يقارب ال 100حالة ثانيةً. كما بدأ معدّل عدد الوفيات في اليوم بالارتفاع ثانية. لا يزال مرض الكورونا معنا.