البلاستيك ليس مادّة واحدة منفردة وإنّما هو كنيةٌ لعشرات الموادّ المختلفة. ما يُميّز الموادّ البلاستيكيّة من النّاحية الكيميائيّة هو أنّ الجزيئات الّتي تُكوّنها هي جزيئات ضخمة، إذ يحتوي الجزيء الواحد منها على مئات إلى ملايين الذّرّات (للمقارنة، يحتوي جزيء الماء على ثلاث ذرّات فقط). الموادّ البلاستيكيّة غالبًا ما تُسمّى بالـ 'بوليميرات'، أي موادّ مكوّنة من الكثير من الجزيئات الصّغيرة (المونومرات) المتّصلة فيما بينها مرارًا وتكرارًا. كما وتوجد في الطّبيعة بوليمرات كثيرة (مثلًا: خيوط الحرير، القطن، البروتينات الّتي تبني الجلد، السّليلوز الّذي يُكوّن خشب الشّجر) والفرق بينها وبين 'البلاستيك' هو أنّ البلاستيك مُصنّع (يتم إنتاجه كيميائيًّا في المصانع). كَوْن الجزيئات الّتي تُكوّن البلاستيك ضخمة يؤدّي إلى أن تكون الموادّ البلاستيكيّة صلبة في درجة حرارة الغرفة (بشكلٍ عامّ، كلّما كانت الجزيئات التي تُكوّن المادّة أكبر كانت درجة انصهارها أعلى).
المرجرين دهن مُشَبّع مُصنّع. يمتاز الدّهن المشبّع بسلسلة طويلة من ذرّات الكربون (C) المشبّعة بذرّات الهيدروجين (H). ترتبط كلّ ذرّة كربون بذرّتين من الهيدروجين، وذلك هو العدد الأقصى الممكن من ذرّات الهيدروجين داخل سلسلة ذرّات الكربون، كما نرى في الرّسم التّالي:
مقطع من سلسلة ذرّات كربون لـ 'حامض دهنيّ' مُشَبّع موجود في المرجرين
مرجرين. تصوير: spoo spa, الصّورة من ويكيبيديا.
كيس 'نايلون' ( عمليًّا هو مكوّن من مادّة البولي إثيلين). هل يشبه المرجرين؟ ( الصّورة من ويكيبيديا)
ولكن، لا يوجد في البولي إثيلين طرف حمضيّ كما يوجد في المرجرين، وهو، أي المرجرين، لا يرتبط لتكوين چليتسريد. كما أنّ - ( قد يكون ذلك الفرق الرّئيسيّ) - جزيئات البولي إثيلين الأقصر، وهو البولي إثيلين الّذي تُصنَع منه 'أكياس النايلون' - تحتوي على سلاسل مبنيّةٍ من 1000 ذرّة كربون على الأقلّ، في حين أنّ المارجرين مكوّن من سلسلتين - ثلاثة سلاسل مبنيّة من حوالي 20 ذرّة (يتعلّق العدد الدّقيق بنوع الزّيت النّباتيّ الّذي يُحضّر منه المارجرين) أي ما مجموعه حوالي 60 ذرّة كربون. ذلك يعني - على الرّغم من وجود شبه ما من النّاحية الكيميائيّة - أنّ الفرق في كِبر جزيئات المارجرين والبلاستيك هو فرق ضخم وليس فرقًا بذرّة واحدة وإنّما بما يقارب 950 ذرّة. جزيئات البلاستيك أطول بكثير من جزيئات المارجرين. قِصر جزيئات المارجرين هو الّذي يجعله طريًّا للغاية في درجة حرارة الغرفة، الأمر الّذي يجعل استعماله لأيّ غرضٍ يتطلّب مادّة صلبة مثل البلاستيك غير ممكن بتاتًا. صحيح أنّ المارجرين منتوجٌ فائدته الصّحّيّة ليست كبيرة، إنْ لم يكن ضارًّا للصّحّة نوعًا ما، (خاصّةً لأنّه كان يحتوي في السّابق على دهنيّات من نوع ترانس الّتي يصعب على الجسم أن يتعامل معها بتفاعلات كيميائيّة، الأمر الّذي يؤدّي في النّهاية إلى ترسبّها مع موادّ أخرى على جدران الشّرايين الدّمويّة، ولهذا السّبب مُنع استعمال دهون الترانس في الغذاء سنة 2015). لكن لا داعي للمبالغة، فالحديث ليس حديثًا عن مادة بلاستيكيّة أو حتّى مادّة قريبة منها، فالجزيئات الّتي يتكوّن منها المارجرين أصغر من أن تكون 'بلاستيك'.