كيف يمكننا معرفة فصائل الدّم المناسبة لنا لإجراء عمليّة نقل الدّم، في حالة الجراحة، الحوادث أو المرض، دون تعريض حياتنا للخطر؟
يُعتبر الدّم الّذي يجري في جسمنا داخل شبكة متفرّعة من الأنابيب ضروريًّا لبقائنا على قيد الحياة. يحمل الدّم مجموعة منوّعة من الموادّ الضّروريّة إلى جميع الخلايا في أعضاء الجسم مثل الأكسجين، الموادّ المغذّية، الموادّ العلاجيّة، والّتي تسهم في تعزيز أداء أعضاء الجسم. ومن ناحية أخرى، يزيل الدّم أيضًا الموادّ غير المرغوب فيها مثل ثاني أكسيد الكربون والموادّ المسبّبة للمرض.
يتدفّق الدّم في جسمنا بشكل دائريّ، حيث تلعب عضلة القلب دورًا رئيسيًّا في توفير الطّاقة اللّازمة لهذه العمليّة. عندما تنقبض عضلة القلب، يُضخّ الدّم إلى الشّريان الأورطي (aorta) بأقصى ضغط للدّورة الدّمويّة، ممّا يسمح للدّم بالتّدفّق إلى جميع أجزاء الجسم، بدءًا من الأنسجة الأقرب إلى القلب حتّى الأنسجة الأبعد عنه، حيث يتمّ تغذية الأنسجة وجمع الفضلات منها.
تعتمد كمّيّة الدّم في الجسم على حجم ووزن الجسم. على سبيل المثال، عادة ما يتراوح حجم دم الشّخص البالغ الّذي يزن 70 كيلوجرامًا من خمسة إلى ستّة لترات. كذلك، تكون درجة حرارة الدّم حوالي 38 درجة مئويّة، وهي في المعدّل درجة واحدة أعلى من درجة حرارة الجسم. يتمّ الاستناد إلى درجة حرارة الدّم، من بين أمور أخرى، لتحقيق التّوازن وتنظيم درجة حرارة الجسم.
تنقسم خلايا الدّم إلى نوعين رئيسيّين: خلايا الدّم الحمراء وخلايا الدّم البيضاء. بالإضافة الى ذلك، يحتوي الدّم على موادّ أساسيّة منها الحديد، الكالسيوم، الجلوكوز، الأملاح وغيرها. بفضل ذلك، وبسبب تدفّق الدّم في معظم أنسجة الجسم، يعتبر الدّم كغرفة معلومات وتحكّم لما يحدث في الجسم. يمكن الحصول على هذه المعلومات من خلال فحص دم بسيط، وبالتّالي الحصول على معلومات دقيقة في الوقت الحاليّ عن الحالة الصّحّيّة ممّا يسهّل تقديم الرّعاية الصّحّيّة المناسبة حسب الحاجة.
إحدى طرق علاج نقص مكوّنات الدّم هي عمليّة نقل الدّم أو بعض مكوّناته من المتبرّع إلى الشخص المحتاج. اِمرأة تتبرّع بالدّم | Nastyaofly, Shutterstock
ثلاث طبقات من الدّم
في الجسم السّليم، يكون لون الدّم أحمر غامقًا وموحّدًا، ولكن عندما يتمّ تخزين الدّم في أنبوب اختبار مدّة يوم، أو عند استخدام عمليّة فصل أسرع مثل جهاز الطّرد المركزيّ، سوف نلاحظ أنّ الدّم ينفصل إلى ثلاث طبقات تختلف عن بعضها في اللّون والكثافة.
تحتوي الطّبقة العليا من الدّم على البلازما، وهو سائل أصفر اللّون يتكّون بالأساس من الماء، بالإضافة إلى البروتينات، السّكّريّات، الأملاح، الغازات وغيرها. يعمل سائل البلازما بشكل أساسيّ كوسيط سائليّ الّذي يسمح للموادّ بالتّحّرك داخل الأوعية الدّمويّة. تحتوي الطّبقة الوسطى الرّفيعة، والّتي يميل لونها إلى الورديّ، على الصّفائح الدّمويّة، وهي خلايا تسهم في عمليّة تخثّر الدّم. توجد أيضًا خلايا الدّم البيضاء الّتي تنتمي إلى جهاز المناعة وتحمي الجسم من الالتهابات. أمّا الطّبقة السفلى، فتحتوي على أثقل الخلايا في الدّم، وهي خلايا الدّم الحمراء، الّتي تسهم بتلوين الطّبقة باللّون الأحمر. تتّسم وظيفة خلايا الدّم الحمراء في نقل الأكسجين من الرّئتين إلى أنسجة الجسم لضمان عمليّة التّنفّس الخلويّ.
قد يؤدّي نقص مكوّنات الدّم إلى إضعاف نشاط أجهزة الجسم ويسبّب المرض. إحدى طرق علاج نقص الدّم هو عمليّة نقل الدّم أو بعض مكوّناته من شخص متبرّع إلى الشّخص المحتاج (المتلقّي). عادة، يتمّ معالجة دم المتبرّع والفصل بين طبقاته - البلازما، الصّفائح الدّمويّة وخلايا الدّم البيضاء، وخلايا الدّم الحمراء - للسّماح بنقل المكوّن المحدّد الّذي يحتاجه المريض، وتوفير بيئة تخزين مناسبة لكلّ طبقة من مكوّنات الدّم. على سبيل المثال، فقر الدّم النّاجم عن نقص خلايا الدّم الحمراء والّذي يتجلّى في ضيق التّنفّس، التّعب، الضّعف والصّداع، يمكن علاجه عن طريق نقل خلايا الدّم الحمراء.
دم طازج ذو لون أحمر موحّد (يمين) ودم بعد الفصل بين طبقاته (يسار) | LDarin, Shutterstock
تاريخ مضرّج بالدّم
تُعدّ عمليّة نقل الدّم منقذة للحياة، إذ تُعتبر أكثر الإجراءات الطّبّيّة شيوعًا في المستشفيات.على الرّغم من أنّها تعتبر آمنة في يومنا، إلّا أنّ الأمر لم يكن دائمًا كذلك. كان اكتشاف طريقة إنقاذ الأرواح عن طريق نقل الدّم أمرًا صعبًا، وقد أودى بحياة العديد من الأشخاص، واستمرّ ذلك سنوات.
أجرى الطّبيب ريتشارد لوير (Richard Lower) أوّل عمليّة نقل دم ناجحة بين كلبين، في بريطانيا عام 1665. كانت عمليّة نقل الدّم هذه نقطة انطلاق أساسيّة لتجارب نقل الدّم لاحقًا على البشر. في المحاولات الأولى على البشر، تمّ استخدام دماء الحيوانات، مثل الأغنام، ولم يتمّ إستخدام دم من متبرّع بشريّ إلّا لاحقًا. لسوء الحظّ، سبّب التّبرّع في الدّم تفاعلات مناعيّة شديدة لدى متلقّي الدّم حتّى الوفاة، ونتيجة لذلك، تمّ حظر أبحاث وتجارب نقل الدّم سنوات.
بعد حوالي مائة وخمسين عامًا، في عام 1818، سجّل طبيب التّوليد جيمس بلونديل (James Blundell)، أوّل عمليّة تبرّع ناجحة بالدّم البشريّ، حيث تبرّع رجل بالدّم لزوجته الّتي فقدت الكثير من الدّم أثناء الولادة، فتمّ إنقاذ حياتها بفضل ذلك. على الرّغم من النّجاحات القليلة في إجراء عمليّة نقل الدّم، فإنّ سنوات عديدة من الإخفاقات الّتي كلّفت حياة البشر أظهرت الحاجة إلى فهم أعمق للآليّة الّتي تتيح عمليّات نقل الدّم النّاجحة.
عام 1900 اكتشف كارل لاندشتاينر (Karl Landsteiner)، وهو طبيب نمساويّ من أصول يهوديّة، فصائل الدّم ووضع الأسس للتبرّع بالدّم الآمن. قال لاندشتاينر: "إنّ اكتشاف فصائل الدّم هو أحد أعظم الإسهامات العلميّة في الطّبّ". لقد كان لاندشتاينر على حقّ، ففي يومنا هذا، يمكن لوجبة دم واحدة أن تنقذ حياة ثلاثة أشخاص. اِحتفالًا بعيد ميلاده، تمّ تحديد يوم 14 حزيران يومًا عالميًّا للتّبرّع بالدّم، والهدف منه زيادة الوعي بأهمّيّة التّبرّع بالدّم في إنقاذ الأرواح.
حدثت خطوة مهمّة أخرى في عام 1914، عندما تمّ تطوير تقنيّة تخزين الدّم. في السّابق، كانت تتمّ عمليّة التّبرّع بالدّم بشكل مباشر، ممّا كان يتطلّب من المتبرّع والمتلقّي أن يكونا جنبًا إلى جنب خلال عمليّة نقل الدّم.
اِستخدم لوير دم الحيوانات في المحاولات الأولى لإجراء عمليّات نقل الدّم للبشر. رسم توضيحيّ من عام 1692 يصوّر عمليّة نقل دم بين خروف ورجل | صورة: Wellcome Images / Science Photo Library
الوصفة السّرّيّة لفصيلة الدّم
ما هي أنواع فصائل الدّم عند الإنسان؟ وكيف يمكن التّبرّع بالدّم بشكل آمن؟ للإجابة على هذا السؤال، يتطلّب الأمر فهم خصائص عوامل معيّنة، بما في ذلك خلايا الدّم الحمراء الّتي تُعتبر وظيفتها الأساسية حمل الأكسجين وإطلاقه في الأنسجة، والأجسام المضادّة الّتي تشكّل جزءًا من الجهاز المناعيّ ووظيفتها تحديد العوامل الغريبة والضّارّة الّتي قد غزت مجرى الدّم ثمّ تدميرها.
في جسم الإنسان الصّحّيّ، توجد خلايا دم حمراء من فصيلة دم معيّنة ، الّتي لا تتعرّف إليها الأجسام المضادّة كعامل غريب، بل كمكوّن ينتمي إلى الجسم وبالتّالي تتجنّب إتلافها. أما إذا تلقّى شخص ما خلايا دم حمراء من فصيلة دم مختلفة عن فصيلته، فإنّ الأجسام المضادّة الموجودة في دمه قد تتعرّف إليها كعامل غريب يهدّد الجسم، ممّا ينتج عنه استجابة مناعيّة تؤدّي إلى تدمير خلايا الدّم الحمراء. تعتبر هذه الاستجابة المناعيّة شديدة: تتعرّض خلايا الدّم الحمراء لانحلال الدّم (Hemolysis)، وهو تدمير الخلايا. كانت عمليّات نقل الدّم الّتي انتهت بانحلال الدّم مسؤولة عن وفاة العديد من الأشخاص على مدى عقود، حتّى تمّ فهم الآليّة. كيف تعمل هذه الآليّة؟
تتحدّد زمر الدّم الأربعة -A، B، AB، وO- حسب نوع خلايا الدّم الحمراء، وبشكل أكثر دقّة، حسب السّكّريّات الموجودة على الغشاء المحيط بخلايا الدّم الحمراء - المستضدّ (Antigen). باستثناء زمرة الدّم O، الّتي لا تحتوي على مستضدّ، فإنّ زمر الدّم الأخرى، تحتوي على مستضدّ من النّوع نفسه. على سبيل المثال، تحتوي خلايا الدّم الحمراء الّتي تنتمي إلى زمرة الدّم A على مستضدّ من النّوع A.
في كلّ زمرة دم، تحتوي البلازما على أجسام مضادّة خاصّة للمستضدّ الّذي لا يتواجد في خلايا الدّم الحمراء لنفس النّوع. على سبيل المثال، تحتوي زمرة الدّم A على أجسام مضادّة لمستضدّ B؛ تحتوي زمرة الدّم B على أجسام مضادّة لمستضدّ A؛ تحتوي زمرة الدّم O على أجسام مضادّة لمستضدّ A و B؛ لا تحتوي زمرة الدّم AB على أجسام مضادّة لخلايا الدّم الحمراء. لذلك، إذا تلقّى شخص صاحب زمرة B دم زمرة A، فإنّ الأجسام المضادّة الموجودة في دمه ستتعرّف إلى خلايا دم المتبرّع على أنّها أجسام غريبة فتهاجمها.
وما هي علامة الزّائد أو النّاقص الموجودة جانب زمر الدّم؟ بالإضافة إلى السّكّريّات، يتحدّد نوع زمرة الدّم أيضًا عن طريق بروتين Rh (ريسوس-Rhesus)، الموجود أحيانًا على سطح خلايا الدّم الحمراء. عندما يكون البروتين موجودًا، يُصنَّف الدّم على أنّه زائد، وعندما لا يكون البروتين موجودًا، يُصنَّف الدّم على أنّه ناقص. بعد تحديد زمرة الدّم، وبعد التّأكّد ممّا إذا كانت خلايا الدّم الحمراء تحتوي على أجسام مضادّة لبروتين Rh، يمكن التّبرّع بالدّم بطريقة مناسبة وآمنة.
جدول المطابقة بين فصيلة دم المتبرّع والمتلقّي. على سبيل المثال، أصحاب فصيلة الدّم O ناقص يمكنهم التبرّع للجميع| المصدر: Ph-HY, Shutterstock
أفخر أنواع الدّم في العالم
في حالات الطّوارئ الطّبّيّة الّتي تتطلّب نقل دم عاجلًا بسبب إصابة خطيرة وفقدان الكثير من الدّم، غالبًا تكون من المستحيل معرفة زمرة دم الشّخص المصاب على الفور. في هذه الحالات، فإنّ زمرة الدّم الّتي يمكن استخدامها بأمان، دون خوف من الاستجابة المناعيّة، هي O ناقص. والسّبب في ذلك هو أنّه على سطح الخلايا الحمراء من زمرة الدّم هذه لا توجد مستضدّات يمكن للجهاز المناعيّ التّعرّف إليها، لذلك، حتّى لو كان دم المتلقّي يحتوي على أجسام مضادّة للمستضدّات A أو B، فلن تنشأ أيّة استجابة مناعيّة. بفضل هذه الميزة، فإنّ أصحاب فصيلة الدّم O ناقص هم متبرّعون بالدّم عالميًّا؛ إذ يمكن التّبرّع بدمائهم لأيّ شخص، بغضّ النّظر عن زمرة دمه. نتيجة لذلك، إنّ فصيلة الدّم الأكثر طلبًا للتّبرّع هي O ناقص، ولكنّها واحدة من أندر فصائل الدّم: فهي تظهر لدى حوالي سبعة بالمائة فقط من السّكّان.
تعتبر زمرة دم AB موجب من أنواع الدّم المطلوبة أيضًا، وموجودة فقط لدى حوالي أربعة بالمائة فقط السّكّان. تتميّز زمرة الدّم هذه ليس فقط بخلايا الدّم الحمراء كما رأينا حتّى الآن، بل أيضًا بالبلازما. إذ لا تحتوي هذه الزّمرة على أجسام مضادّة الّتي قد تسبّب استجابة مناعيّة ضدّ خلايا الدّم الحمراء، ممّا يجعلها ملائمة للتّبرّع بالبلازما بغضّ النّظر عن زمرة دم المتلقّي. يتمتّع الأشخاص أصحاب زمرة AB موجب ليس فقط ببلازما دم نادرة، بل أيضًا بعدم وجود أجسام مضادّة في دمائهم، ممّا يجعلهم الوحيدين الّذين يمكنهم تلقّي الدّم من كلّ زمر الدّم، دون خوف من الاستجابة المناعيّة.
في دم الأشخاص الّذين لديهم فصيلة الدّم AB+ لا توجد أجسام مضادّة يمكن أن تؤدّي إلى استجابة مناعيّة ضدّ خلايا الدّم، لذلك يمكنهم الحصول على التّبرّع بالدّم من أيّ نوع. فصائل الدّم الأربع الرّئيسيّة | FOTOGRIN, Shutterstock
كيفيّة التّبرّع بأمان
يعتبر الدّم سائلًا معقّدًا لا يمكن إنتاجه في المختبر بعد، لذلك لا يوجد بديل للتّبرّع بالدّم. أصبحت عمليّة التّبرّع بالدّم في يومنا إجراءً بسيطًا وسريعًا ومنقذًا للحياة، ولكن يجب التّصرّف بدقّة وحذر للحفاظ على صحّة المتبرّع بالدّم والمتلقّي. أوّلًاـ يجب على المتبرّع ملء استبيان حول صحّته لمعرفة ما إذا كان دمه يمكن أن يعرّض متلقّي الدّم لخطر. إذا كان الشّخص الّذي يرغب في التّبرّع بالدّم مصابًا بأمراض مثل التهاب الكبد الفيروسيّ، سرطان الدّم، سرطان الغدد اللّيمفاويّة، السّل أو داء البروسيلات، فإنّ دمه سيكون خطيرًا على متلقّي الدّم، وبالتّالي لن يُسمح لهذا الشّخص بالتّبرّع بالدّم.
إضافة إلى ذلك، يُفحص المتبرّعون طبّيًّا للتّحقّق إذا كانوا ملائمين للتّبرّع بالدّم، دون أن يكون لذلك تأثير سلبيّ على صحّتهم. لوقاية المتبرّعين من المضاعفات الصّحّيّة، يتمّ تقييد التّبرّع في حالات مثل الحمل، وأن يكون قد مرّ على عمليّة التّبرّع بالدّم الأخيرة مدّة لا تقلّ عن 3 أشهر، كما يتمّ فحص ضغط الدّم، فقر الدّم، ميل للنّزيف والرّبو النّشط، والتّأكّد من عدم وجود ردّ فعل شديد على تبرّعات الدّم السّابقة.
عند التّبرّع، تحتوي وجبة الدّم الواحدة على حوالي نصف لتر، بالإضافة إلى ذلك، يتمّ أخذ عدّة عيّنات من الدّم لاستبعاد أمراض مثل التهاب الكبد الفيروسيّ، وفيروس نقص المناعة البشريّة - الإيدز (HIV). يتمّ فصل الدّم إلى مكوّناته، ولكلّ منها مدّة صلاحيّة مختلفة: تبلغ صلاحيّة خلايا الدّم الحمراء حوالي أربعين يومًا، وتستمرّ صلاحيّة الصّفائح الدّمويّة حوالي خمسة أيام، بينما تستمرّ صلاحيّة البلازما عامًا تقريبًا.
الدّم هو أهمّ الأنسجة وأكثرها تعقيدًا في جسم الإنسان. لم يتمّ العثور على بديل صناعيّ له حتّى الآن، ولكن من خلال إجراءات بسيطة وآمنة يمكن الحفاظ عليه ونقله إلى شخص آخر، وبالتّالي إنقاذ الأرواح.